49
بقصـف بيتكـم؟، فأجـاب: إن مثلـي
ً
وتضيـف:»لا أنـس لحظـة سـؤالي لولـدي «نـزار»، هـل تلقيتـم تحذيـرا
إ ن أرادوا فسـيفعلون دونمــا تحذيـر، وهــذا لــن يمنعنــي مــن الاعتصــام ببيتــي، فـرددت
�
لا يحتــاج إنـذارا، و
عليـه قائلـة، بهـذا تهلـك نفسـك وسـوف تؤثـم، أومـأ برأسـه وقـال: «إنـه جهـاد».
ببعــض
ً
«أذكــر أنــه وفــي اليــوم الــذي ســبق الاستشــهاد، ذهــب «نــزار» للســوق، وحيــن عودتــه محمــ
الخضــراوات لعائلتــه، أوقــف ســيارة أجــرة وقــال لســائقها: أنــا «نــزار» هــل توصلنــي للبيــت يــا أخــي؟،
فأجابه:»نعــم»، ولــو كلفنــي ذلــك حياتــي، وهــو يــدرك بــأن ولــدي «نــزار» علــى قائمــة الاغتيــالات».
2- عائلة نصلة:
و عند الساعة الثالثة عصر هذا اليوم , قصفت الطائرات الحربية الصهيونية، خزان المياه «الحاووز»
الواقـع شـمال أبـراج النـدى بالقـرب مـن مدينـة بيـت حانـون, وخـ ل القصـف سـقط أربعـة صواريـخ علـى
شـقة «جهـاد يوسـف محمـد نصلـة» (34عامـا), الكائنـة فـي أبـراج النـدى, مـا أسـفر عـن استشـهاد ابنتـه
«عيـون» (61عامـا), وابنـه «المعـز لديـن الله» (عاميـن ونصـف).
:
110
الأب «جهاد نصلة» يروي تفاصيل الجريمة
صــف البيــت فجــأة, وتطايــر
ُ
«كنــت أجلــس وأولادي فــي إحــدى الغــرف نتأهــب لتنــاول طعــام الغــداء, فق
آخـر مـن البيـت, ومـا هـي إلا لحظـات
ٍ
ـم زجـاج النوافـذ, ومباشـرة لجـأت وأولادي إلـى مـكان
َّ
الغبـار، وتهش
أشــد وأقــوى مــن الصــاروخ الأول, عندهــا أحسســت أن نهايتنــا قــد اقتربــت,
ٍ
ثــان
ٍ
حتــى قصفنــا بصــاروخ
علـى البيـت, وكان
ٌ
ثالـث
ٌ
طلـق صـاروخ
ُ
بالهـروب أ
ُّ
فقـررت الخـروج مـن الشـقة, ونحـن فـي الصالـون نهـم
لدرجـة أنـه قـذف بـي خـارج بـاب الشـقة, وكنـت وقتهـا أحمـل ابنـي «المعـز لديـن
ً
جـدا
ً
هـذا الصـاروخ قويـا
. ً
الله», الـذي سـقط هـو الآخـر بعيـدا
فلـم أسـتطع رؤيـة مـا حولـي, خرجـت مـن الشـقة وباقـي أولادي, فسـقط صـاروخ رابـع,
ً
كان الغبـار كثيفـا
وبعــد مــا انتهــى القصــف رجعــت إلــى الشــقة, فوجــدت البنــت والولــد وراء بــاب الشــقة, وكان المشــهد
, فقــد انفجــرت رئتــا «المعــز لديــن الله» وخــرج قلبــه خــارج جســده, أمــا «عيــون» فقــد أصيبــت
ً
مروعــا
بشــظية فــي رأســها, وانفجــر مخهــا».
- مقابلــة أجريــت مــع «جهــاد نصلــة» يــوم الثلاثــاء 9002/50/21, فــي بيتــه المســتأجر فــي شــارع دردونــة، جباليــا البلــد، شــمال قطــاع
110
غــزة.
