41
يوم السبت الموافق 72/21/8002 م:
1- عائلة ضبان:
للحــرب الصهيونيــة علــى غــزة، وذلــك عنــد الســاعة الحاديــة عشــرة والنصــف صبــاح
ٍ
مــع أول شــرارة
هــذا اليــوم, قصفــت طائــرات الاحتــ ل العديــد مــن مراكــز الأمــن والشــرطة فــي مدينــة غــزة, مــن بينهــا
مقـر الأمـن الوقائـي سـابقا (موقـع حطيـن حاليـا) فـي حـي تـل الهـوا بمدينـة غـزة, مـا أسـفر عـن سـقوط
الكثيـر مـن الشـهداء والجرحـى, مـن بينهـم الشـقيقتين «حنيـن وائـل ضبـان» (51 عامـا) و«ياسـمين وائـل
ضبــان» (61عامــا) اللتيــن كانتــا فــي طريــق عودتهمــا إلــى منزلهمــا مــن مدرســة بلقيــس اليمــن الثانويــة
الواقعــة خلــف مقــر الأمــن الوقائــي مباشــرة.
:
100
الأم «منال أحمد ضبان» (73 عاما) تروي ما جرى
« اعتادتـا علـى الرجـوع إلـى المنـزل كل واحـدة منهـم لوحدهـا، لكـن هـذه المـرة وعلـى غيـر العـادة اتفقتـا
إلــى المنــزل بعــد الانتهــاء مــن الامتحــان, وبالفعــل فقــد وفتــا
ً
قبــل ذهابهمــا للمدرســة أن ترجعــا معــا
بوعدهمــا, وفــي طريــق العــودة كان لهمــا نصيــب مــن الصواريــخ الحاقــدة التــي اســتهدفت مقــر الأمــن
الوقائــي الســابق القريــب مــن ثانويــة بلقيــس.
فــور ســماعنا لــدوي القصــف هــب شــقيقهما «عزيــز» (12عامــا) للبحــث عنهمــا برفقــة صديقــه «أحمــد
عكيلـة», ومـا إن وصـل إلـى مـكان المجـزرة البشـعة حتـى لمـح طفلـة علـى حمالـة الإسـعاف وقـد عـرف
أنهـا شـقيقته مـن لباسـها, نقلوهـا إلـى مستشـفى القـدس وهنـاك تأكـد مـن أنهـا شـقيقته «حنيـن», ثـم عـاد
إلـى البيـت يبحـث عـن «ياسـمين» فأخبرتـه بأنهـا لـم تعـد، وسـألته عـن «حنيـن» فابتعـد عنـي، فلحقـت
علــي والدمــع يســيل مــن خديــه:» «حنيــن»
َّ
بــه، وقلــت لــه:» أخبرنــي يــا بنــي ســأصبر بــإذن الله»، فــرد
إ نـا إليـه راجعـون», ثـم خـرج يبحـث عـن «ياسـمين» فـي الأبـراج
�
استشـهدت يـا أمـاه», فقلـت لـه: «إنـا لله و
المجــاورة, واتصلــت علــى كل أقاربنــا لكننــا لــم نجــد لهــا أثــرا, فمــا كان مــن «عزيــز» إلا التوجــه إلــى
مستشـفى الشـفاء, وبعـد البحـث المضنـي قيـل لـه بأنـه توجـد جثـة لفتـاة فـي ثلاجـة الموتـى, ولمـا كشـف
عـن الجثـة تفاجـأ مـن منظـر شـقيقته «ياسـمين» حيـث كانـت عينهـا اليمنـى مختفيـة والشـق الأيمـن مـن
وجههـا كلـه جـروح وحفـر.
بالشـظايا، ويدهـا اليسـرى مبتـورة إضافـة إلـى كسـور فـي
ً
أتونـي بجثـة حنيـن لوداعهـا وكان جسـدها مليئـا
رأسـها ورجليهـا, وعنـد العصـر سـمعت مـن وشوشـة أشـقائي لبعضهـم البعـض أن «ياسـمين» استشـهدت,
وفـور سـماعي للخبـر أغمـي علـي, وبعـد سـاعتين أحضـروا جثـة «ياسـمين» إلـى المنـزل, فودعتهمـا إلـى
فلـم يتمكـن مـن وداع ابنتيـه ومواسـاتنا
ً
مثواهمـا الأخيـر, ومـا زاد مـن معاناتنـا هـو أن والدهمـا كان مسـافرا
فـي تلـك اللحظـات العصيبـة.»
بتاريخ 9002/11/32, في بيتها في حي تل الهوا، بمدينة غزة.
مقابلة أجريت مع «منال أحمد ضبان»
-
100