16
ً
صحيحا
ً
نأخذ هذه المواقف بعين الاعتبار، وبصورة تامة، إذا أردنا أن نضع تقويما
لوضع حقوق الإنسان لدى سكان الأراضي المحتلة من الفلسطينيين، وللوضع
الحقيقي لمعاملة الإسرائيليين للسكان الفلسطيني
ين هناك.(
5
)
واذا ما تفحصنا لائحة الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي دونها القانون
الدولي الإنساني، نجد أن "إسرائيل" قد ارتكبت معظمها
-
إن لم يكن كلها ويزيد
-
ً
أو جماعيا
ً
من حقوق الشعب الفلسطيني، فرديا
ً
وبشكل غير مسبوق، فلم تترك حقا
إلا وانتهكته، وهي بالتالي م
سئولة عن امتهان كرامة السكان المدنيين الفلسطينيين،
والأشكال المختلفة من القهر والعقوبات القاسية واللاإنسانية والمهينة التي تمارسها
ضدهم، وهي كذلك مسئولة عن قتل آلاف الفلسطينيين واغتيال المناضلين من
أجل تحرير وطنهم من الاحتلال، وارتكاب أعمال قتل للأشخاص أثن
اء اعتقالهم،
أو القتل الناتج عن التعذيب والمعاملة اللاإنسانية أثناء الاعتقال، والأضرار التي
أصابت آلاف الفلسطينيين من جراء هدم منازلهم وسلب أراضيهم واقتلاع أشجارهم
وتهجيرهم.
:ً
رابعا
ا
نطلاق الانتهاكات ضد سكان القطاع
فور احتلالها لقطاع غزة بتاريخ
/يونيو/ 1
5108
، انتهجت السلطات
العسكرية الإسرائيلية سياسة القمع تجاه الفلسطينيين، وغدت كل حركة من
لمشيئة الحاكم العسكري، الذي باستطاعته
ً
حركاتهم، وكل عمل يقومون به خاضعا
أن يوقف من يشاء، ويسجن من يشاء، ويبعد من يشاء دون أن يخشى ملاحقة
القانون، فمنازل السكان العرب أضحت
معرضة للهدم، وأراضيهم للمصادرة،
ومحاصيلهم للنهب والحرق، وأشجارهم للقطع، دون أن يكون في مقدورهم دفع
5
) المسيري، عبـد الوهـاب، الاسـتعمار الصـهيوني وتطبيـع الشخصـية اليهوديـة، مؤسسـة الأبحـاث
العربية، بيروت،ط
5 ،
، ص 1115
537 .
