يوميات العدوان .. حرب حجارة السجيل - page 38

12
ولعل من الضر
وري التوقف لاستخلاص بعض النتائج المترتبة على
مرحلة النشأة التاريخية للإرهاب الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنها
ما هو عائد ل
نشأة الحركات الإرهابية الصهيونية، وعملها لمجيء اليهود إلى
فلسطين كغزوة عسكرية استيطانية، فيما كانت المستعمرات اليهودية من
ذ تأسيسها
عسكرية، وهي وان كانت دفاعية في مرحلتها الأولى، فإنها باتت مجهزة
ً
قلاعا
عن الدمج الكامل في الاستيطان الصهيوني
ً
للهجوم والتوسع، فضلا
ً
لتصبح قلاعا
بين المؤسستين العسكرية والمدنية، تغذي الواحدة الأخرى باستمرار، بل إن الأولى
هي القاعدة الكبرى التي تغذ
ت، وما زالت تتغذى منها الثانية.
كما تظهر العرقية والاستعلاء العنصري منذ بداية الحركة الصهيونية،
فالأحاديث عن إرهابها في جميع المصادر، تشير إلى العرب كـ"بدو، رجال
عصابات، لصوص وقتلة"، وهذا يضع اليهود منذ بدء المجابهة على مستوى أعلى
من العرب في نظرهم، ومع ذل
ك فإن هذا كله لم يمنع الذين أرخوا للإرهاب
ً
الصهيوني من الاعتراف بقوة المقاومة العربية الفلسطينية له، وأنها كانت عاملا
في سعي المنظمات الصهيونية لتقوية نفسها، وزيادة تسلحها.
ً
فعالا
مع أي
ً
ولذلك استندت الإستراتيجية العامة الصهيونية في التعامل تاريخيا
تحرك شع
بي فلسطيني داخل الوطن المحتل وخارجه إلى مبدأ السحق والإبادة،
وتتفق على هذا مختلف الاتجاهات السياسية داخل الكيان الصهيوني، لدرجة
ارتباط هذه الإستراتيجية بنشأته، وشكلت السمة العامة لعلاقته بسكان الأراضي
الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ونتيجة طبيعية لت
أن نجد من يتحكم في
ً
لك المبادئ، لم يكن مستبعدا
السياسة الإسرائيلية الخارجية والداخلية على حد سواء هي المصالح الأمنية، لأن
كل المسئولين عن اتخاذ القرارات من رجال الحكومة وأصحاب الصناعات
والمستشارين العسكريين يمتلكون خلفية عسكرية أمنية مشتركة، وهذه النخبة تر
كز
1...,39,40,41,42,43,44,45,46,47,48 28,29,30,31,32,33,34,35,36,37,...374
Powered by FlippingBook