3
: مقدمة تاريخية
ً
أولا
الضفة
ً
منذ اليوم الأول لاحتلال ما تبقى من فلسطين التاريخية، وتحديدا
الغربية وقطاع غزة من قبل قوات الجيش
"
الإسرائيلي
"
إثر حرب الخامس من
حزيران لعام
5108
، ضربت هذه القوات بممارساتها كل القيم الإنسانية عرض
ُ
الحائط، ولم ت
عر المواثي
ق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان أدنى اهتمام، رغم مزاعم
"إسرائيل" بأنها امتداد للحضارة الغربية التي نادت باحترام حقوق الإنسان، والحفاظ
على كرامته وانسانيته.
مع طبيعة الأيديولوجية
ً
وكان هذا التوجه من قبل قوات الاحتلال متسقا
الصهيونية، التي لازمت نشأة الدولة
"
الإسرائيلية
"
منذ قيامها قبل خمسة وستين
، وبالتالي فقد توارثها قادة الاحتلال عن الآباء المؤسسين للدولة، لتترجم إلى
ً
عاما
قوانين تخنق الشعب الفلسطيني، وتشنق حريات مواطنيه، وتقلب حياتهم إلى جحيم
لا يطاق، تمثل بصورة فجة في سنوات انتفاضتي الحجارة
5178
، والأقصى
3111
، وما قبلهما وبعدهما وبينهما من حملات عسكرية دامية.
ومع نهاية عام
3153
ً
، وتحديدا
في الرابع عشر من نوفمبر تشرين ثاني،
حيث اندلعت الحرب
"
الإسرائيلية
"
ذات الأيام الثمانية المسماة "عامود السحاب"،
وأطلقت عليها المقاومة الفلسطينية "حجارة السجيل"، أثبتت "إسرائ
يل" بكل جدارة
أنها قادرة على الاستمرار في نفس التحدي لتلك القوانين والتشريعات والمواثيق.
لقد واصل جيش الاحتلال في هذه الحرب العدوانية تصديه للمقاومة التي
هبت للدفاع عن الأطفال والنساء والمسنين حيث استهدفتهم آلة الحرب في قطاع
كان يحاول إخما
ً
غزة، لكنه عبثا
دها، وفوجئ الجيش بحجم المقاومة وأبعادها
وأهدافها، بعد أن أمل بإنهائها والقضاء عليها خلال فترة زمنية قصيرة، وجاءت
مراهنة قادته فاشلة في عدم قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود، ولعل ذلك ما
جعله يذيق السكان أبشع وأقسى أشكال الانتهاكات والممارسات، كالقتل والقصف
و
الاستهداف المركز.