23
المواطنين العرب، ويطالبونه بارتكاب أعمال وحشية ضد سكان المناطق،
والتصرف تجاههم وكأنهم جيش عربي يهاجم "إسرائيل".(
5
)
وتولدت عند الجيش الإسرائيل
ي قناعة خطيرة مفادها أنه لو قتل في اليوم
الأول
11-511
عربي، لانتهت المقاومة بين ليلة وضحاها، ولما تحولت موجة
الاضطرابات إلى انتفاضة، ولكانت قد اختفت من حيث أتت، ولكان العشرات من
سكان المناطق المحتلة الذين قتلوا في الشهور التالية، قد بقوا على قيد الحياة.
ول
ً
كن سرعان ما تحول إطلاق النار والقتل، إلى أكثر الوسائل قبولا
لدى
قادة جيش الاحتلال، وان كان يحاول بعضهم إخفاء ذلك، لكن بعضا آخر لا يهتم
كثيرا بالرأي العام، فيعلن صراحة تأييده لهذا الأسلوب غير الإنساني، وتأييده للقتل
بالرصاص تحت ذريعة أنه إذا كان من الواجب
اتخاذ خطوات كهذه فلنتخذها،
ولكن بلا ضجيج، ولنظهر شيئا من احترام النفس، ولنتوقف عن الإعلان
والتصريح والتوضيح.(
3
)
وتقوم قوات الاحتلال بتعديل معايير إطلاق النار بين الحين والآخر بناء
على "الضرورات الأمنية" كما تدعي، دون أن تأخذ بعين الاعتبار المبادئ
الأساسية
للقانون الدولي، والمتعلقة باستخدام القوة، وبذلك يبقى حق الفلسطينيين
في الحياة مهدورا، طالما وجدت تشريعات وأحكام، تصدر عن جهات مسئولة
وحاكمة في "إسرائيل" تحلل اللجوء لقتل النفس البشرية.
وقد أطلق الصحافي الإسرائيلي اليساري "ب.ميخائيل" على التعليمات
الفضفاضة
لإطلاق النار اسم "قانون الصيد الحر"، ونشر مقالا جاء فيه: "كلمات
3
) الكرمي، حافظ، الطيور الخضر: نماذج مضـيئة مـن شـهداء الانتفاضـة، دار الفرقـان، عمـان،
، 5ط
، ص 4115
51.
4 )
سليمان، محمد، حرب الاستقلال الفلسطيني، مؤسسة بيسان للصحافة والنشر، نيقوسـيا، ط
5 ،
، ص 7715
471.