يوميات العدوان .. حرب حجارة السجيل - page 212

186
فاجأوني بخبر استشهاد أبنائي سعدي وأحمد وكان
ً
في اليوم التالي صباحا
للخبر وقع الصاعقة علي، ورغم الألم الذي كان يعتصرني إلا
أنني دعوت الله أن
يلهمني الصبر حين إحضارهما للوداع فسجدت سجدة شكر وحمدت الله.
في يوم الجمعة أي قبل استشهادهما بيومين كنت أجمع الغسيل من أمام
ً
المنزل وكان أحمد وسعدي يجلسان في الحديقة، فطلبت منهما الدخول للمنزل خوفا
عليهم من القصف فطائرات الزنانة تحلق في ا
يا
ِ
لأجواء، فرد أحمد "ادخلي أنت
لي هي ملك ربي، وسألبسك تاج الوقار بإذن الله"،
ً
حجة، أنا روحي ليست ملكا
فقلت له "أريد أن أفرح بكما وأرى أولادكما، فنظر
إ
لي سعدي ورفع
إصبعيه وقال:"
بل تاج
،ني
ستلبسين
تاجين من
ال
وقار".
حين كنت أسمع عن أمهات الشهداء يودعن أبناءه
ن كنت أستغرب من
صبرهن وأقول أعانهن الله كيف لأم أن تحتمل استشهاد أبنائها دفعة واحدة، لم أكن
أعلم حينها أني سأكون واحدة منهن بعد أيام.
عندما تم تأجيل الهدنة كنت أشعر بالقلق والخوف على
ً
خشيت كثيرا
أولادي، كنت انتظرها بفارغ الصبر ولم أكن أعلم أن تأخيرها لاصطف
اء أولادي
شهداء في ذلك اليوم.
، ً
رحمهما الله وفرنا لهم كل سبل الحياة الوفيرة، لم نكن نرفض لهما طلبا
لكنهما آثرا الشهادة على حياة نحياها تحت الاحتلال.
وأدعوه أن يلهمني الصبر لكني لا أخفيكم أن قلبي يتمزق
ً
أحمد الله كثيرا
كل ليلة على فقدهما، حين مررت من أمام م
نزلنا الذي تركناه منذ أن استشهد
من الجامعة وأحمد منكفئ على الشجر
ً
ولداي تخيلت سعدي يحمل حقيبته قادما
في الحمام الزراعي في أرضنا يزرع، وحين شاهداني جاءا ليضماني، حينها وقعت
. ّ
مغشيا علي
أذكر أنني خلال عام قبل استشهادهم رأيت أبي المتوفى في المنام
وأعطاني شهاد
تين داخل كل واحدة منهما ورقة فقلت له
:
لم اثنتان يا أبي؟ تكفيني
1...,213,214,215,216,217,218,219,220,221,222 202,203,204,205,206,207,208,209,210,211,...374
Powered by FlippingBook