يوميات العدوان .. حرب حجارة السجيل - page 218

192
كنا نريد أن ننام فأنمت أولادي فإذا بعبد الرحمن يخبرني أنه يريد أن يرى
صديقه بقرب البيت
، بعد دقائق
ً
جدا
ً
فارتدى ملابسه وخرج وكان الوضع متوترا
معدودة جاءني خبر استشهاده، شعرت بصدمة كبيرة ج
إلا
ً
ما حدث جيدا
ِ
لم أع
ً
دا
، وكم هو مؤلم ذاك
ً
رويدا
ً
بعد ثلاثة أيام من استشهاده، بدأت أصدق الخبر رويدا
إلا أنني دعوت الله أن يتقبله فيمن عنده.
في تمام الساعة التاسعة من آخر يوم في الحرب ومع بدء سريان
الهدنة مع الاحتلال الصهيوني، أصيب المواطن أحمد سميح جعرو
25 ر (
عاما
بانتصار
ً
بعيار ناري خلال المسيرات العفوية التي خرج فيها المواطنين ابتهاجا
المقاومة، ما أدى إلى ارتقائه قرب مفترق ضبيط ليصبح آخر شهيد في هذه
الحرب ويطلق عليه لقب "شهيد الانتصار".
21-
زوجة الشهيد؛ إيمان لاشين (
22
) تروي
ً
عاما
1
:
في تمام التاسعة م
كان أحمد يستمع إلى
ً
ساء
ا
لأخبار ع
بر
هاتفه المحمول
حينها فخرج من المنزل مع بدء
ً
كعادته في فترة الحرب، وكنت قد غفوت قليلا
الأخبار التي تم تداولها أن الهدنة قد بدأت، في تمام الساعة التاسعة والنصف جاء
شقيق زوجي وسألني أين أحمد، أخبرته أنه كان هنا قبل قليل ويبد
و أنه خرج أثناء
نومي، بعد قليل جاءت زوجته تخبرني أنه مصاب وحين سمعت صراخ والدته في
الطابق السفلي علمت أنه شهيد، رغم أنني كنت أود أن أصدقهم وأردد "لا يهم إن
أو بترت إحدى قدميه، المهم أن يعود لي، لكن صدق إحساسي وكان
ً
كان مصابا
في آخ
ً
قدر الله أن يختاره شهيدا
ر دقيقة من الهدنة".
كان زوجي رحمه الله قبل خروجه قد كتب ورقة ووضعها على المكتب
يبلغنا فيها أنه ذاهب لتسليم أمانة لزميله، وقد استغل سريان أخبار الهدنة ليذهب
5
مقابلـة مـع "إيمـان لاشـين"، يـوم الاثنـين
55/4/ 3154
، فـي بيتهـا الكـائن خلـف مسـجد التـابعين
نهاية شارع الصحابة، في منطقة ا
ليرموك، مدينة غزة.
1...,219,220,221,222,223,224,225,226,227,228 208,209,210,211,212,213,214,215,216,217,...374
Powered by FlippingBook