يوميات العدوان .. حرب حجارة السجيل - page 118

92
أطفالي كنت أتوقع أنهم مصابون
،
شاهدتهم وهم يخرجونهم من تحت الردم، لبست
الجلباب أنا وأم زوجي وذهبت هي معهم وتركوني في البيت، جلست أقرأ القرآن
أو
دعو الله أن يعودوا سالمين، وع
ً
ندما شارفت الساعة على السادسة صباحا
عاد
وأخ
زوجي من المستشفى فسألته أين تامر وجمانة
-
لم أتوقع أن يكونوا شهداء
-
قال لي
:
الأولاد بخير "شوية ورح يرجعوا على البيت" ثم ذهب إلى الداخل وسمعتهم
يتهامسون بصوت منخفض وانقبض قلبي، وتضيف: بعد قليل جاءت زوجة وائل
يأخ
زوجي سلامة
،
وقالت لي
:
قولي الحمد لله
على
كل حال فأولادك عند ربهم
، شهداء
صرخت بأعلى صوتي "لا أحد يقول لي أنهم شهداء تامر وجمانة
سيعودون".
ثم جاء أخي خالد أبو سلعة (
37
) حينها أيقنت بأن أبنائي شهداء
ً
عاما
،
أخذني معه إلى مشفى كمال عدوان وطلبوا مني توديع أطفالي
لمواراتهم الثرى.
-
جدة الأطفال
؛
أم وائل
اسعيفان
(32
) تروي
ً
عاما
1
:
ً
كنا نيام
ينح ا
شعرت كأن هزة أرضية ضربت البيت وسمعت صوت
الشظايا تتناثر فوق سطح البيت، صعدت لأعلى بسرعة لأتفقد أبنائي وأحفادي
،
فسمعت سلامة يصرخ أنقذونا
،
فصرخت بأعلى صوتي على ابني البكر أحمد
،
ف
أجابني: أنا هنا في شقة سلامة، رأيت ابني سلامة وهم يخرجونه من تحت
الأنقاض
،
ً
كان رأسه يقطر دما
،
سألت رضا زوجة سلامة أين الأولاد
كانت ؟
مصدومة لم تجبني
،
وسلامة كان يصرخ
:
أخرجوا أولادي إنهم تحت عمود الباطون
المحترق، أخرج ابني أحمد تامر
و
كانت يداه مرتخية وكان ي
عمل له التنفس
الاصطناعي ثم أخرجوا جمانة، وتضيف: الإسعاف لم يتمكن من الحضور
لمنطقتنا بسبب القصف المتكرر للمنطقة
،
فذهبنا عند جارنا أحمد فلفل لأنه
5
مقابلـة مـع "أم وائـل أبـو سـعيفان"،
يـوم الأحـد
38/53/ 3153
، فـي بيـت الشـهد
اء
بشـارع السـكة
بمعسكر جباليا، شمال قطاع غزة.
1...,119,120,121,122,123,124,125,126,127,128 108,109,110,111,112,113,114,115,116,117,...374
Powered by FlippingBook