82
حين حددت "إسرائيل" الأهداف التي تنوي قصفها خشيت زوجة محمد
هذه المرة، لاسيما وأنها عا
ً
على أطفالها ولم ترد أن تفقد أحدا
نت من فقدان شقيقتها
وابنة عمها خلال حرب الفرقان فذهبت لمنزل عائلتها في النصيرات باعتبار أن
من مكان سكننا في جحر الديك، وحينما عاد زوجها للمنزل
ً
تلك المنطقة أكثر أمانا
أخبرته أنها ذهبت لعائلة أهلها لحين هدوء الأوضاع فقال: أحسنتم الخيار.
في المساء جهز أغراض
ه وأراد أن ينطلق على دراجته النارية فأمسكناه أنا
وطلبنا منه عدم الخروج لخطورة الوضع ولكنه أصر على
ً
ووالده وخشينا عليه كثيرا
الذهاب ولم نستطع منعه، بعد نصف ساعة كنت قد صعدت لمشاهدة مؤتمر
وزراء الخارجية، وناديت على زوجي أبو هاني ليستمع للمؤتمر فسمعنا صوت
الق
إلى الشارع، ونزلت
ً
صف وصرخ أبو هاني لا شعوريا "محمد" ونزل مسرعا
أركض خلفه ولكني لم أستطع اللحاق به.
وأخبرني أن محمد استشهد، ومن هول
ً
فعدت للمنزل باكية، ثم جاء أخو زوجي ليلا
الصدمة غبت عن الوعي ولم أستيقظ إلا في اليوم التالي، رحل محمد وتركني
أشعر بغصة الفرا
ق فهو عيني التي أرى بها وأذني التي أسمع بها.
-
والد الشهيد محمد؛ صبري العويدات (
61
) يروي
ً
عاما
1
:
ابني محمد كان نعم الابن والخلق والأدب، يمتاز بالنشاط والشعور
بالمسؤولية، كنا نتوقع استشهاده على الدوام فقد تعرض لأكثر من محاولة اغتيال
صيب في حرب الفرقان في
ُ
وأ
بطنه وتم قص جزء من أمعائه بسبب قصف دبابة
ولم يستطع أحد الوصول إليه حينها، لكني لم آبه للخطر ودخلت إلى المنطقة
بدمائه على الدراجة النارية وانطلقت
ٌ
الحدودية في الشرق وحملت ابني وهو مضرج
به وتم إنقاذه، استشهد محمد في هذه الحرب وكانت شظايا إصابته في حرب
5
" مـع مقابلة
صـبري
العويـدات
الاثنـين يـوم ،"
الكـائن بيتـه فـي ، 4513 /1/14
بـالقرب
مـن
مدرسـة
قيسارية
بوادي
جحر غزة،
الديك،
قطاع وسط
. غزة
