يوميات العدوان .. حرب حجارة السجيل - page 98

72
إخوتي همـام وأسـامة، فجـاء همـام فسـألت عـن أسـامة فقلنـا لهـا إنـه بالتأكيـد نـائم فـي
منزلـه بالطــابق الأعلــى فأصـرت أن نناديــه، وحـين ذهـب أخــي ليناديـه لــم يجـده فــي
المنــزل، حينهــا تجمــع الجيــران حــول منزلنــا وأخبرونــا باستشــهاده، وقــع الخبــر علينــا
كالصا
عقة لم نكن نتوقع ذلـك فـأخي لـم يكـن يبـدو عليـه أنـه يعمـل فـي المقاومـة أو
أن لــه أي ميــول سياســية، وحتــى أنــه لــم يــردد أمامنــا رغبتــه بالشــهادة كــالكثير مــن
. ً
كما كان يلقب دائما
ً
غامضا
ً
المقاومين، وقد كان رجلا
رحيل أسامة أخـي البكـر سـبب لنـا أزمـة كبيـرة؛ فـأمي لا تسـتطيع أن تتجـر
ع
فكرة رحيله إلى اليوم وهو الـذي كـان بالنسـبة لهـا الأب والابـن والأخ والصـديق وهـو
للدرجــة التــي جعلتنــا نتمنــى لــو تــم قصــفنا
ً
ومحبوبــا
ً
أقربنــا لقلبهــا، أخــي كــان مميــزا
ورحيلنـا شـهداء معـه ولـم يرحـل هــو عـن دنيانـا، ولا زلنـا نتجـرع غصـة الألــم
ً
جميعـا
حين تحمل طفلته الصغيرة ليان (
عامـان) قطـع الحلـوى وتحـاول إطعـام صـورة أبيهـا
ثم تنظر لنا بحزن متسائلة: "ليش بابا ما بياكل مني؟"..
م لأمي أنه لن يخرج إلا لجنازة ابن خالي خالد وصدق قسمه
َ
قس
َ
أخي أ
في نفس الوقت وكانت تلك جنازته وآخر
ً
فكان تشييع جثمانه وجثمان خالد معا
جنازة يحضرها.
3
_ والدة الشهي
د أشرف؛ صفاء درويش
تروي
1
:
فـي المنـزل ولكـن ليلتهـا
ً
ابني أشرف خلال فترة الحرب لم يكن يتواجـد كثيـرا
بــات فــي المنــزل وحــين طلــع الصــباح خــرج، ومــا هــي إلا دقــائق حتــى وصــلنا خبــر
وهـو حـافظ لكتـاب الله ويعمـل
ٍ
استشهاده، أشـرف يسـتحق شـرف الشـهادة فخلقـه عـال
للقـرآن فـي م
ً
مؤذنا ومحفظا
مـا سأسـتقبل
ً
سـجد الزعفـران، وكـان يمهـد لـي بـأنني يومـا
خبـر استشـهاده فكـان يقـول دائمـا نحـن خمسـة إخـوة، مـاذا لـو رحـل أحـدنا فـي سـبيل
5
" مع مقابلة
درويش صفاء
يوم في ،"
الأربعاء
الكـائن بيتهـا في ، 4513 /1/13
بـالقرب
مسـجد مـن
الصحابة،
مخيم
المغازي،
قطاع وسط
.غزة
1...,99,100,101,102,103,104,105,106,107,108 88,89,90,91,92,93,94,95,96,97,...374
Powered by FlippingBook