يوميات العدوان .. حرب حجارة السجيل - page 104

78
أن الضربة كانت موجه إلى زوجي وابني، نظرت من الشباك
ً
قصفه ولم أتوقع أبدا
أي دخان ودارت عيني لأسفل الشباك فرأيت زوجي وابني أنس في حضنه
َ
فلم أر
والدماء من حولهما.
ركضت بلا وعي وخرجت بسرعة وتوجهت نحو زوجي وحاولت أن أوقظه
ا عن الوعي ولكن دون أ
ً
لأنه كان غائب
ي فائدة تذكر، حملت ابني أنس وركضت
إلى الشارع لأحاول أن أنقذه وما هي إلا لحظات حتى تجمع شباب المنطقة ورأيت
في طريقي ابن عم زوجي نهاد (
31
) فطلب أن يوصل ولدي أنس إلى أقرب
ً
عاما
مستشفى،
ف
أعطيته إياه.
بعد ذلك عدت إلى حيث
كان
على الأرض
ً
زوجي ممددا
ّ
عل
ه أفاق من
، وبعد
ً
الضربة لكنها أصابته بقوة، حاولت أن أواسي نفسي وأقنعها أنه مازال حيا
ته إلى المستشفى لكن الحالة كانت "جثة
ّ
خمس دقائق وصلت سيارة الإسعاف وأقل
شهيد".
بشكل واضح وتواجد جميع أشقائه في
ّ
نصبت مراسم العزاء قبل وصول الخبر إلي
المنزل، أدركت حينها أن زوجي استشه
د وابني أنس لا أعرف ما حالته، ضممت
ً
معاذ وغيث ولداي الصغيرين إلى حضني محاولة
أن أبدأ من جديد.
-
والدة الشهيد محمود تروي
1
:
فجعت بفقدان ولدي وتحملت مشقة السفر مع حفيدي أنس لإتمام علاجه،
آخر لحظاتي مع ابني كانت حين جاء إلى منزلي في الصباح الباكر وك
عادته
جلس معي يسأل عن أخبار البيت ويطمئن على أحوالنا، وكان بصحبته صغيره
ا، بعد قليل
ً
ا وكبار
ً
أنس الذي ملأ المكان بالضحكات، والمزاح بين الأولاد صغار
إلى بيته وبعد نصف ساعة سمعت صوت الانفجار، فخرجت
ً
خرج محمود عائدا
5
أم" مـع مقابلـة
السـبت يـوم ،" اطرخـ أبـو محمـود
بتـاريخ
51/53/
الكـائن بيتهـا فـي ، 3513
فـي
منطقة
الصعيدي،
خان مدينة
يونس،
قطاع جنوب
. غزة
1...,105,106,107,108,109,110,111,112,113,114 94,95,96,97,98,99,100,101,102,103,...374
Powered by FlippingBook