176
المنطقـة، لتشـعل النيـران فـي المبانـي, وغـادر المنـزل الـذي كان فيـه ليسـاعد زوجيـن مسـنين علـى الفـرار
مـن ألسـنة اللهـب، حسـب قولـه، وفـي تلـك اللحظـة شـاهد قذيفـة مدفعيـة تضـرب بيتـه:
فــي البدايــة ســقطت قطــع الفســفور, وأخرجنــا الزوجيــن المســنين ثــم ضربــت القذيفــة المنــزل... رأيــت
وســمعت صــوت القذيفــة فعــدت أدراجــي, رأيــت الأطفــال والرجــال يخرجــون، وبعضهــم لحقــت بــه
الإصابــات, طفلتــي الصغيــرة آيــة لحقــت بهــا الحــروق وانكســر ذراعهــا الأيمــن, وابنــي أحمــد احترقــت
. ً
قدمـه اليمنـى, وابنـي الآخـر معـز أصيـب بخـدش فـي معصمـه ورأسـه، وهـو يبلـغ مـن العمـر 21 عامـا
وحيـن دخـل ماجـد النجـار بيتـه شـاهد قذيفـة أصابـت زوجتـه حنـان فـي صدرهـا مباشـرة, وأظهـر لــ هيومـن
صــاب بجــرح مفتــوح, كمــا رأت
ُ
رايتــس ووتــش صــورة لحنــان التقطهــا بهاتفــه الجــوال، وفيهــا صدرهــا م
هيومـن رايتـس ووتـش ابنتـه المصابـة آيـة، التـي تـم تجبيـر ذراعهـا الأيمـن.
وقــال ماجــد النجــار: «نقلناهــم إلــى مستشــفى ناصــر فــي خــان يونــس، ووصلــت ســيارة الإســعاف بعــد
.” ً
ســاعة, وكنــا 01 أشــخاص داخــل الســيارة، ومعنــا زوجتــي المتوفــاة أيضــا
وتفحصـت هيومـن رايتـس ووتـش المنـزل فـي 42 يناير/كانـون الثانـي وشـاهدت حفـرة فـي السـقف، التـي
دخلــت منهــا القذيفــة, ورغــم أن حنــان النجــار يبــدو أنهــا أصيبــت بشــكل مباشــر بالقذيفــة الفارغـة، فثمــة
أدلـة علـى تواجـد الفسـفور الأبيـض فـي المـكان, إذ تظهـر علامـات حـروق مـن شـظايا الفسـفور الأبيـض
تلطـخ بعـض الجـدران الخارجيـة والأرض حـول المنـزل, علـى السـقف عبـوة فسـفور أبيـض وبقايـا شـظايا
غيـر محترقـة، كانـت تشـتعل لـدى ركلهـا.
وفـي اليـوم التالـي للهجـوم، 11 يناير/كانـون الثانـي، انتقلـت قـوات الجيـش الإسـرائيلي إلـى منطقـة النجـار
، مكثـوا علـى أطـراف القريـة، حسـب قـول
ً
تقريبـا
ً
إلـى 11 مسـاء
ً
بخزاعـة للمـرة الأولـى, ومنـذ 5 صباحـا
الســكان ونشــطاء حقــوق الإنســان المحلييــن، وتــم هــدم عــدة منــازل, وعــاد الجيــش الإســرائيلي حوالــي
ً
السـاعة 3 صبـاح يـوم 21 يناير/كانـون الثانـي ودمـروا بعـض البيـوت الآخـرى، لكنهـم انسـحبوا مجـددا
. ً
فـي وقـت الظهيـرة تقريبـا
ووقــع الهجــوم التالــي حوالــي منتصــف الليــل مــن يــوم 31 يناير/كانــون الثانــي، مــع القصــف الثقيــل،
, ووصـف إسـماعيل خضـر، مـزارع يبلـغ مـن
ً
وشـمل الاسـتخدام الموسـع للفسـفور الأبيـض المتفجـر جـوا
، ما جرى أثناء الهجوم: «حين سـقط الفسـفور أصبحنا وسـط جزيرة من الدخان, كانت
ً
العمر 05 عاما
النــار فــي كل مــكان وبلــغ الدخــان ارتفــاع الخصــر, كانــت القطــع الفسـفورية رغويــة المظهــر, واحترقــت
أجـزاء مـن مزرعتـي» , وأظهـر خضـر لــ هيومـن رايتـس ووتـش حقـل البصـل الصغيـر المجـاور لمنزلـه،
حيــث دفــن بعــض شــظايا الفســفور الأبيــض لوقــف احتراقهــا, وحيــن تــم كشــفها علــى الهــواء، عــاودت
الاشـتعال وانبعثـت منهـا رائحـة الثـوم.
وفــي الحــي الســكني المحيــط بمنــزل ماجــد النجــار، عثــرت هيومــن رايتــس ووتــش علــى قرائــن وأدلــة
غيــر قابلــة للدحــض علــى اســتخدام الفســفور الأبيــض، رغــم أنــه لــم يكــن مــن الواضــح إن كانــت
الشــظايا قــد ســقطت فــي 01 أو 31 يناير/كانــون الثانــي, وكانــت توجــد بقايــا قذائــف عليهــا أكــواد:
متناثــرة داخــل مبنــى متعــدد الطوابــق احتــرق، وفيــه
THS89D112-003 155MM M825E1
حفـرة فـي السـقف، ويقـع إلـى جـوار مسـجد, وفـي منـزل محتـرق آخـر كانـت توجـد عبـوة فسـفور أبيـض
: THS89D112-003
وقاعـدة قذيفـة فسـفور ابيـض, وكانـت توجـد قذيفـة فسـفور أبيـض عليهـا أكـواد
، فــإن منــزل عبــد
ً
, وأخيــرا
ً
تمامــا
ً
551 بيــن المنزليــن، وأحــد المنزليــن كان محترقــا
MM M825E1