الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 174

174
وفـي اليـوم التالـي، زارت هيومـن رايتـس ووتـش صبـاح أبـو حليمـة، الأم، التـي كانـت تتلقـى العـ ج مـن
الحــروق الجســيمة فــي مستشــفى الشــفاء بمدينــة غــزة, وكانــت رجــل وذراع صبــاح أبــو حليمــة اليمنييــن
مضمدتيــن, وكانــت حســب مــا رأيــت فــي صدمــة ولــم تحــاول هيومــن رايتــس ووتــش مقابلتهــا, وراحــت
تكـرر: «إنهـم يأخـذون أطفالـي». إلا أنهـا قبـل ذلـك تحدثـت إلـى وسـائل الإعـ م عمـا جـرى لأسـرتها,
وقالـت لصحيفـة نيويـورك تايمـز: «راح الأطفـال يصرخـون: حريـق! حريـق! وكان هنـاك دخـان فـي كل
: ســأموت، ســوف ًمــكان وكانــت هنــاك رائحــة بشــعة خانقــة. صــاح ابنــي البالــغ مــن العمــر 41 عامــا
ذوب» . �دها يـ�ي وجسـ�ة ابنـ�ت زوجـ�ي, ورأيـ �أصلـ
وتحدثـت هيومـن رايتـس ووتـش إلـى د. عـ ء علـي مـن وحـدة الحـروق بمستشـفى الشـفاء، حيـث كانـت
صبـاح أبـو حليمـة تلقـى الرعايـة. وقـال إنهـا دخلـت المستشـفى فـي السـاعة 50:5 مسـاء يـوم 4 ينايـر/
كانـون الثانـي، وأظهـر لنـا سـجلات المستشـفى التـي تؤكـد هـذه المعلومـة وتوقيتهـا، وقـال: «كانـت صبـاح
مصابـة بحـروق عميقـة للغايـة تصـل إلـى العظـام، وفـي بعـض المواضـع احترقـت العظـام نفسـها».
آخــر مــن ً، فــي المستشــفى العســكري بالقاهــرة، قابلــت هيومــن رايتــس ووتــش عضــواًوبعــد 71 يومــا
، وكان فـي رفقـة زوجتـه غـادة وابنتـه فـرح المصابتـان بحـروق ًالأسـرة، وهـو محمـد أبـو حليمـة، 42 عامـا
ســيئة للغايــة, وروايتــه لمــا حــدث فــي 4 يناير/كانــون الثانــي تتفــق مــع روايــات أخوتــه: «الهجــوم علــى
ن» . �ا مقاتليـ�ن بيننـ�م يكـ�ون ولـ�ن مزارعـ�ا, ونحـ �م ضربونـ�ي ثـ�وا الحـ�د ضربـ�، فقـًا�زل كان فجائيـ�المنـ
لمحمـد أبـو حليمـة، فزوجتـه غـادة احتـرق 04 فـي المائـة مـن جسـدها وابنتـه أصيبـت بحـروق فـي ًوطبقـا
54%, والأطبـاء فـي المستشـفى لـم يسـمحوا لــ هيومـن رايتـس ووتـش برؤيـة غـادة أو فـرح لأنهمـا مـا زالتـا
تلقيـان العـ ج فـي وحـدة العنايـة المركـزة، لكـن تـم التقـاط صـور فوتوغرافيـة للمريضتيـن فـي المستشـفى
لمنظمـة أطبـاء لأجـل ًوتكشـفان عـن الحـروق الكبيـرة فـي ظهـر غـادة وعلـى صـدر ورجلـي فـرح, وطبقـا
قلـت بدورهـا إلـى مصـر للعـ ج ُحقـوق الإنسـان – إسـرائيل، التـي تتابـع الحالـة، فـإن صبـاح أبـو حليمـة ن
فـي أواسـط فبراير/شـباط، لأن مستشـفى الشـفاء لـم يتمكـن مـن عـ ج حروقهـا علـى النحـو الملائـم, وفـي
قدمــة إلــى بتســيلم فــي 8 يناير/كانــون الثانــي مــن مستشــفى الشــفاء فــي مدينــة غــزة، عرضــت ُشــهادة م
غـادة أبـو حليمـة تفاصيـل الهجـوم، وكانـت متسـقة مـع مـا قالـه أقاربهـا فيمـا بعـد لــ هيومـن رايتـس ووتـش,
إن أول سـيارة إسـعاف نقلتهـا هـي وفـرح إلـى معبـر رفـح مـع مصـر، قـد تعرضـت لهجـوم ًوقالـت أيضـا
مـن الجيـش الإسـرائيلي, وقالـت: «لحقـت إصابـات طفيفـة بالسـائق، فـي وجهـه، وهـو عائـد بالسـيارة إلـى
المستشفى».
لعمـر، وأحمـد ومحمـد ًولـم يكـن قصـف أسـرة أبـو حليمـة بالفسـفور الأبيـض نهايـة محنـة الأسـرة, فطبقـا
أبـو حليمـة، وكذلـك ثلاثـة مـن الشـهود الآخريـن فـي المنطقـة تمـت مقابلتهـم كل علـى انفـراد، فـإن الجيـش
الإسـرائيلي أطلـق النيـران علـى الأسـرة وهـي تحـاول إخـراج الجرحـى والقتلـى إلـى المستشـفى علـى متـن
ر. �د ومطـ�ا محمـ�م، همـ�اء العـ�ن أبنـ�ن مـ�ل اثنيـ�ا أدى لمقتـ�يارة، ممـ�ي سـ�رارات وفـ�جـ