226
عنده و كانت المفاجأة أنني سمعت من الآخر نفس الكلام و رفض أن أسعفه قبل
أخيه فتيقنت أننا على أعتاب نصر مؤزر .
و كذلك كان هناك استهداف لمنطقة المشتل غرب غزة بعد العصر و ما أن
وصلنا و إذا بأطفال صغار يلعبون في الشارع " لعبة البنانير " فسألتهم هل هناك
قصف ف
ي المكان فكان الرد بأن القصف في المزرعة التي بجانبهم و ما زالوا
يلعبون فنظرت إلى الأخ الذي يرافقني و لم أستطع الكلام من الموقف . و في
إحدى الليالي كان هناك استهداف في منطقة الكرامة غرب غزة و ما أن وصلنا
بجانب برج الأندلس و إذا باستهداف جديد في المكان الذي
نحن فيه و إذا
بسيارات
الإسعاف
ترتفع كأنها تطير و ترتطم في الأرض و بحمد الله لم نصب أنا
و المسعف الآخر إلا ببعض الرضوض و شظايا الزجاج فما كان منا وقتها إلا
الضحك بصوت مرتفع بعد نطقنا الشهادة .
أجل إنها أيام عصيبة صحيح و لكنها و على الرغم من الجراحات التي كا
نت
تملؤها إلا أنها أظهرت المعدن الحقيقي لشعبنا المعطاء .
فو
الله زال كل الهم حينما رأينا فرحة شعبنا بالنصر العظيم .
فإن تحدث عن مواقف مؤثرة فكلها كانت مؤثرة و تركت بداخلي معاني كبيرة لا
أستطيع أن أترجمها و لكن الشئ الذي لا أستطيع أن أنساه صور الشهداء و
خصو
صا الأطفال الذين منهم من استشهد و هو يحتضن
أمه
أو أبيه ومنهم من
ارتقى إلى الله و هو يلعب بدميته .
فالله تعالى أسأل أن يرحمهم جميعا و أن ينصر شعبنا