211
أخبرنا بأن أحد المسعفين أصيب في الانفجار فتوجهنا على الفور للمكان وعند
الاقتراب لسحب طاقمنا الذي كان قد أصيب إصابة طفيفة تبين لي بأنني اقتربت
من المكان المستهدف فإذا بصوت انفجار ضخم يهز المكان وغبار كثيف
ً
كثيرا
يتناثر مع قطع زجاج نوافذ المنازل والأسطح كان هناك مسعف آخر من أفراد
الهلال الأحمر
،
وقفت بزاوية منزل من المنازل القريبة ولم أعد أرى زميلي المسعف
أكثر منى في المكان المسته
ً
الذي كان متقدما
دف وبعد ما هدأت صوت الانفجار
باللون الأبيض كالأشباح
ً
ذهبت لأتفقد زميلي فإذا به يخرج من وسط الغبار مكتسيا
لا يعرف له ملامح كان في حالي صدمة تامة لا يدرى أين يتجه ولا يعلم ما الذي
حدث من شدة الانفجار لكنه بحمد الله لم يصب بأذى لحظات وسمعنا أناس
يصرخون أجلسته
يحمل ابنته الرضيعة بين ذراعيه التي كان
ً
وذهبت فوجدت رجلا
قد غطاها الغبار يسألنا هل ابنتي بخير فحصت الطفلة كانت الشظايا تغطي
جسدها الصغير والدم يملأ وجهها وهى في حالة من الجمود والصدمة لا ت
بكى ولا
تتألم ولا تعبر عن أي شي
.
قمنا بنقلها للمشفى بعد عمل اللازم
لها ثم تابعنا بقية أعمالنا هذا ما قمنا بمواجهته
فبينما
ً
ثالث أيام الحرب ولكن ما حصل في اليوم الخامس كان أشد صعوبة وألما
كنا نجلس بالقرب من نادى خدمات النصيرات في ليلة باردة وهادئة في ساعة
متأخرة من الليل فإذا بإشارة تأتينا من غرف العمليات بأن هناك استهداف
إلي المكان
ً
لمواطنين بالقرب من عيادة الخدمات الطبية بالنصيرات توجهنا فورا
وكانت تنبعث منه
ً
ومرعبا
ً
المستهدف الذي كان مخيفا
رائحة
البارود والشواء
وعندما نزلنا إلى
المكان وجدنا جثة الشهيد ممزقة الأشلاء لا يرى لها معالم بل
حتى لم تستطع رؤية رأسها ولا يديها فح
اولنا رفعها ونقلها وقد كانت جثة هامدة
أحشائها متساقطة على الجنبين رأسها شبه مقطوع و
اليد المبتورة ملقاه على جهة
أخرى
حاولنا بصعوبة وضع الشهيد على النقالة لإدخاله في سيارة الإسعاف ونقله
للمشفى ولقد كان مشهد هذه الجثة من المشاهد المؤلمة التي لا تفارق ذاكرتي