الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 17

ف
مقدمة الطبعة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
» آل عمران 002 َ ون ُ ح ِلْ فُ ت ْ م ُكَّل َ عَل َّاللْواُقَّاتَوْواُط ِابَ ر َوْوا ُ رِاب َ ص َو ْوا ُ رِب ْاصْواُن َ آم َ ين ِ ذَّا ال َ ه ُّيَا أ َ ي«
صدق الله العظيم
ض قطــاع غــزة المحاصــر فــي أواخــر عــام 8002م وبدايــة عــام 9002م لأبشــع هجمــة واجههــا َّ تعــر
الشــعب الفلســطيني منــذ احتلالــه.
إ جبارهـم علـى التخلـي عـن خيارهـم الديمقراطـي �فقـد حـاول العـدو تركيـع أهالـي القطـاع بشـتى الوسـائل، و
يــوم انتخبــوا حركــة المقاومــة الإســ مية - حمــاس فــي بدايــة عــام 6002م ، فتكالــب الجميــع علــى
ـي الشـعب عـن دعـم خيـار المقاومـة المتمثـل فـي التفافـه الجماهيـري ْنَمحاربـة هـذا الاختيـار، وحاولـوا ث
كاد يدخـل عامـه الخامـس، ٍ الواضـح حـول الحركـة، فـكان العقـاب الجماعـي لـه مـن خـ ل فـرض حصـار
وشـاركت بـه عـدة جهـات.
وا ُّ بعــد يــوم، شــنً، وأن قــوة الحركــة تــزداد يومــاً نفعــا ِ جــدُعندمــا تأكــد العــدو الصهيونــي أن الحصــار لــم ي
لا تتجـاوز مسـاحته 063 كيلـو متـر مربـع، وألقـوا بنصـف عتادهـم الجـوي ٍ حربهـم الشـعواء علـى قطـاع
، فاسـتخدموا الفسـفور الأبيـض وقنابـل الدايـم، ً، وتخريبـاً، وحرقـا ًنـوا فـي اختيـار أكثرهـا تدميـراَّعليـه، وتفن
ى إلـى بتـر أطـراف المئـات مـن المواطنيـن َّ ـا؛ ممـا أدًّـق شـظايا لقطـع الأطـراف محرمـة دوليِطلُوقنابـل ت
غالبيتهـم مـن الأطفـال، فالعـدوان علـى غـزة لـم يكـن ضـد طـرف سياسـي معيـن؛ بـل كان ضـد الأهالـي
ككل.
اســتمرت الحــرب مــدة مــا يقــارب الشــهر، وراح ضحيتهــا مــا يزيــد علــى 0041 شــهيدا، مــا بيــن رجــال
شـرطة ومقاومين وشـباب ونسـاء وأطفال، في مجازر لم يشـهد التاريخ همجيتها وقسـوتها، خاصة وأنها
كانـت تسـتهدف إبـادة عائـ ت بأكملهـا، كعائلـة السـموني وريـان والدايـة وغيرهـم.
ـة وانسـحاب آليـات الاحتـ ل بعـد فشـلهم فـي تحقيـق أهدافهـم مـن هـذه الحـرب، والتـي َّ بعـد انقشـاع الغم
فتهـا دبابـات الاحتـ ل َّ كثيـرة خل ٍ ـفت مـآس َّ كان أبرزهـا القضـاء علـى روح المقاومـة فـي قطـاع غـزة ، تكش
وآلياتهـم، مجـازر هـي الأبشـع فـي حـق مـن عاشـوا إنسـانية القـرن الواحـد والعشـرين، وتغنـوا بإعـ ء شـأن
الإنسـان وحقوقـه.
علينـا كمؤسسـة أخـذت علـى عاتقهـا توثيـق معانـاة هـذا الشـعب المحتـل وتضحياتـه، وبالمقابـل ًكان لزامـا
صـور جهـاده؛ أن تقـوم بتوثيـق هـذا الاسـتهداف البشـع لعائـ ت كانـت آمنـة فـي بيوتهـا، ولا ذنـب لهـا إلا
بأنهـا قصيـرة، ًـة، وذلـك مـن أجـل المحافظـة علـى الذاكـرة الفلسـطينية المتهمـة دائمـاَّأنهـا فلسـطينية غزي
ً من فصول تاريخ الشـعب الفلسـطيني ضاعت بسـبب عدم التوثيق، بينما عدونا يصنع له وجودا ٌ فكثير
مـن روايـة الفلسـطينيين الذيـن يعانـون مـن صلـف ٌمـن العـدم، فـكان هـذا الكتـاب، الـذي هـو جـزءًوتاريخـا
بأهميـة أن يعلـم العالـم كلـه بشـاعة المحتـل ًالاحتـ ل، ومحاولاتـه الحثيثـة لتزويـر التاريـخ، ولإيماننـا أيضـا
ــل لتفاصيــل الجرائــم وعــدد الشــهداء والجرحــى، َّ الصهيونــي ودمويتــه، وذلــك مــن خــ ل العــرض المفص
مــن جهــد ٌ ولأهميــة التوثيــق فــي عالــم لا يعتــرف إلا بمــا تــراه عينــه وتســمعه أذنــه، فهــذا الكتــاب جــزء
جماعـي لفضـح الاحتـ ل وتعريتـه أمـام المحافـل الدوليـة، ومحاكمـة مـن يقفـون وراء هـذه المجـازر مـن